أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

هل طفلي يعاني من التوحد

 

             كيفية معرفة إذا كان طفلي يعاني من التوحد؟




يعتبر التوحد بمثابة اضطراب نمائي يؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع العالم من حوله، وكذا قدرة الشخص على التواصل مع المجتمع ، فالتوحد يعد من الاضطرابات التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، وغالبًا ما تتسم بتفاوت في الأعراض بين الأطفال لذلك تجد بعض الأطفال قد يُظهرون علامات واضحة منذ الأشهر الأولى، بينما قد يكون لدى آخرين تطور طبيعي في البداية ثم يظهر التحدي لاحقًا.

لدى فمن المهم للأهل أن يكونوا على دراية بالعلامات المبكرة التي قد تشير إلى وجود اضطراب التوحد لدى أطفالهم والتي سوف نتعرف عليها في هذا المقال :

أولًا: ما هو التوحد؟

التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يؤثر على كيفية تطور الدماغ والتواصل الاجتماعي والسلوكيات و يُعرف أيضًا باسم "الاضطراب الطيفي للتوحد" (ASD)، ويغطي طيفًا واسعًا من الحالات التي تختلف في شدة الأعراض، و قد يعاني الطفل المصاب بالتوحد من صعوبة في التفاعل مع الآخرين، في التعبير عن نفسه بالكلمات أو العواطف، وفي التكيف مع التغيرات أو التفاعلات الاجتماعية.

وتجدر الاشارة أن علامات التوحد عادة قبل سن الثالثة، وقد تختلف في شدة تأثيرها على الطفل بينما يستطيع البعض التكيف مع التوحد والوصول إلى مستوى عالٍ من الاستقلالية، قد يعاني آخرون من تحديات كبيرة في التعلم والتواصل.


ثانيًا: العلامات المبكرة للتوحد

أ - التأخر في الكلام واللغة

لعل من أبرز العلامات التي يمكن أن تشير بشكل واضح إلى وجود حالة توحد في طفلك هو تأخر مستواه اللغوي، أي ان الاطفال الذي يعانون من التوحد قد يواجهون صعوبة في تطوير مهاراتهم التواصلية وكذا اللفظية، بحيث لا يبدأ الطفل في التكلم في العمر المتعارف عليه، بل قد تصل إلى ايجاد صعوبة في تكوين الجمال والتعابير، بحيت يمكن ان يستعمل الطفل في بعض الحالات الكلمات بشكل غير عادي أو يعيد الكلمات التي يسمعها بشكل مكرر

  • مثال: إذا كان الطفل في عمر 2-3 سنوات ولا يتحدث أو لا يستخدم كلمات بسيطة مثل "ماما" أو "بابا"، قد يكون ذلك علامة مبكرة.

ب - عدم التواصل البصري

 يعتبر التواصل البصري جزءا أساسيا من التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال، وأطفال التوحد غالبًا ما يعانون من صعوبة في الحفاظ على التواصل البصري مع الآخرين، بحيث قد يواجه الطفل صعوبة في النظر إلى عيون الآخرين أو تجنبهم تمامًا، وهو ما يعد أحد المؤشرات الرئيسية لهذا الاضطراب.

  • مثال: الطفل قد يتجنب النظر إلى والديه أو الأشخاص الآخرين أثناء التحدث معهم أو أثناء اللعب معهم.

ج - الاهتمامات المحدودة والسلوكيات التكرارية

قد يظهر الاطفال المصابون بالتوحد اهتمامًا مفرطًا بشيء واحد أو نوع واحد من الأنشطة، بينما يهملون الأنشطة الأخرى،  بالإضافة إلى ذلك، قد يظهرون سلوكيات متكررة، مثل تكرار الحركات أو الأفعال.

  • مثال: قد يُظهر الطفل اهتمامًا مفرطًا بأشياء معينة مثل السيارات أو الألوان، ويميل إلى ترتيب الأشياء أو تكرار نفس الأنشطة مرارًا.

د - الصعوبة في التفاعل الاجتماعي

من الصعب على الأطفال الذين يعانون من التوحد فهم مشاعر الآخرين أو التفاعل مع أقرانهم بالطريقة المعتادة اضافة إلى ذلك قد يكون لديهم صعوبة في تقليد الألعاب التفاعلية أو المشاركة في الأنشطة الجماعية.

  • مثال: الطفل قد يفضل اللعب بمفرده بدلاً من التفاعل مع الآخرين، أو قد لا يظهر اهتمامًا بالألعاب الاجتماعية مثل "الغميضة".

ه -  ردود الفعل المبالغ فيها أو الغير طبيعية

من ابرز علامات التوحد أيضًا هي ردود الفعل المبالغ فيها تجاه بعض المحفزات أو الإحساسات، مثل الصوت أو الضوء أو اللمس، بحيث قد يبدو الطفل حساسًا للغاية تجاه المثيرات التي لا تزعج الآخرين، أو قد يظهر سلوكًا معاديًا أو مفرطًا في ردود فعله تجاه هذه المثيرات.

  • مثال: قد يبدو الطفل متوترًا جدًا أو يتصرف بشكل مفرط عند سماع أصوات عالية أو ضوء ساطع، وقد يرفض بعض الأطعمة بسبب حساسيتهم للنكهات أو القوام.


 كيف يتم تشخيص التوحد؟

يعد التشخيص المبكر للتوحد بمثابة الامر البالغ الأهمية وذلك للتعامل مع التحديات التي يواجهها الطفل، فعادة ما يتم التشخيص من خلال مزيج من الملاحظة السلوكية، الاستبيانات الموجهة للأهل، والتقييمات النفسية واللغوية من قبل مختصين.

أ - الملاحظة السلوكية

أحد الأدوات المستخدمة في تشخيص التوحد هي ملاحظة سلوكيات الطفل في بيئات مختلفة، مثل المنزل والمدرسة أو العيادة. يشمل ذلك مراقبة تفاعل الطفل مع الآخرين، ومهارات التواصل، وسلوكياته اليومية.

ب -  الاستبيانات والمقابلات

يقوم الأطباء أو المختصون بتوزيع استبيانات على الآباء لفهم المزيد عن تطور الطفل وسلوكه في المنزل، و يمكن أن تكون هذه الاستبيانات أداة مهمة في تحديد ما إذا كانت هناك علامات مقلقة تستدعي التقييم الطبي الإضافي.

ج - التقييمات الطبية والنفسية

يمكن أن يشمل التشخيص تقييمات طبية للتأكد من عدم وجود مشاكل طبية أخرى تؤثر على نمو الطفل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُطلب من الأطباء النفسيين أو اختصاصيي العلاج السلوكي إجراء تقييمات معمقة لفهم السلوكيات والمهارات الاجتماعية للطفل.


 ماذا بعد التشخيص؟

بمجرد أن يتم تشخيص التوحد، تصبح الخطوة التالية هي تطوير خطة علاجية تتناسب مع احتياجات الطفل، و قد تشمل هذه الخطة عدة أنواع من التدخلات والعلاجات:

أ - العلاج السلوكي

العلاج السلوكي هو أحد أبرز العلاجات المستخدمة للأطفال المصابين بالتوحد، وهو يشمل تقنيات لتعزيز السلوكيات الإيجابية وتقليل السلوكيات السلبية، العلاج السلوكي يُساعد الطفل على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي واللغوي.

ب -  العلاج اللغوي

نظرًا لأن الكثير من الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من تأخر في الكلام، فإن العلاج اللغوي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين قدرة الطفل على التعبير عن نفسه وفهم الآخرين.

ج - الدعم العاطفي والتعليم الخاص

يحتاج العديد من الأطفال المصابين بالتوحد إلى تعليم مخصص أو دعم في المدرسة. يمكن أن تتضمن هذه البرامج التعليمية أساليب تدريس خاصة تساعد الطفل على التعلم والتفاعل مع أقرانه بطريقة تدعم احتياجاته الخاصة.

د -  الدعم الأسري

من الضروري أن يحصل الوالدان على الدعم الكافي أيضًا. قد يكون التعامل مع طفل مصاب بالتوحد تحديًا، لذا فإن الدعم النفسي والتوجيه الأسري مهم جدًا لمساعدة الأهل في فهم كيف يمكنهم أفضل دعم طفلهم في المنزل وفي المجتمع.


التعامل مع التوحد في المنزل

هناك عدة طرق يمكن للأهل من خلالها دعم طفلهم المصاب بالتوحد في المنزل:

أ -  إقامة بيئة منزلية هادئة ومنظمة

من المهم توفير بيئة منزلية منظمة تضمن للطفل الروتين اليومي، حيث أن الأطفال المصابين بالتوحد قد يجدون صعوبة في التكيف مع التغيرات المفاجئة.

ب -  التحفيز العاطفي والاجتماعي

ينبغي تشجيع الطفل على التفاعل الاجتماعي بطرق مدروسة. يمكن للأهل ترتيب ألعاب وأنشطة تعليمية تساعد الطفل على تحسين مهاراته الاجتماعية.

ج - الصبر والتفهم

من المهم أن يتحلى الأهل بالصبر عند التعامل مع طفل مصاب بالتوحد. فالتحديات التي يواجهها الطفل قد تتطلب وقتًا طويلًا لتجاوزها، ولذلك يجب أن يكون لدى الأهل القدرة على التفهم والدعم المستمر.

خاتمة

التوحد هو اضطراب معقد يختلف من طفل لآخر، ولذا فمن الضروري أن يكون الآباء والأمهات على دراية بالعلامات المبكرة التي قد تشير إلى وجود التوحد. من خلال التشخيص المبكر والدعم المناسب، يمكن للطفل المصاب بالتوحد أن يعيش حياة مليئة بالفرص والنجاح، في النهاية، مع العلاج والدعم المناسبين، يمكن للأطفال المصابين بالتوحد أن يتطوروا ويحققوا إمكانياتهم كاملة.

تعليقات